همسات أمانية


http://www.youtube.com/watch?v=4cYPQRzNxOo




وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
التجارة.. إن مزية هذا الطريق، الذي هو التجارة أو العمل الحر: أن الأمر في يده متى ما شاء يفتح المكتب، ومتى ما شاء يغلقه؛ ليس عليه رقيب ولا حسيب. إن الإنسان الذي يعمل في هذا المجال يُعمل فكره، فالتاجر يجوب البلاد ليوسع رزقه. إن رزق المؤمن إذا زاد، فهو نعمة؛ لأن الدنيا مزرعة الآخرة.. ومن المؤكد أن هناك فرقاً بين مزرعة مساحتها هكتار، وبين مزرعة مساحتها هكتاران.. فكلما زاد مال المؤمن؛ زاد عطاؤه: الواجب منه كالخمس، والمستحب منه كالخيرات وغيره. ضريبته.. إن المشكلة في هذا القسم أنه مُشغل، فقلّ من يقنع ويكتفي، وهذه طبيعة التجارة، وخاصة التجارة المربحة، لذا البعض يشبهها بماء البحر الذي لا يروي.. روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: (مَثَل الدنيا مثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان، ازداد عطشاً حتى يقتله).
حــكــمــة هذا الــيــوم :
قال رسول الله (ص): (إن أطيب الكسب، كسب التجار، الذين: إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يصروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا).. أي أن التاجر كسبه طيب، ولكن بشروط منها: إذا كان عليه دين لا يماطل، وإذا كان له دين على أحد لا يطالبه بما يعسره؛ أين يوجد اليوم مثل هكذا تجار؟!.. يقول تعالى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ، بينما بعض التجار يعلم أن المدين مفلس، ومع ذلك يدخله السجن؛ فبأي حق شرعي يقوم بهذا العمل؟..
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إذا كان عند خروج القائم، ينادي منادٍ من المساء: أيُّها الناس، إنَّ قطع عنكم مدَّة الجبّارين، وولّى الأمر خير أُمَّة محمد (صلى الله عليه وآله) فألحقوا بمكّة، فيخرج النجباء من مصر، والأبدال من الشام، وعصائب العراق رهبان بالليل، ليوثٌ بالنهار، كأنَّ قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن والمقام.)
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
قال رسول الله (ص): (ما أكل العبد طعاماً أحب إلى الله من كد يده، ومن بات كالاً من عمله بات مغفوراً له).. هذا الحديث يعم الموظف والتاجر، فالذي يرجع إلى المنزل متعباً مرهقاً من العمل، وينام دون أن يتعبد؛ هو في حال عبادة.
بستان العقائد :
قال الصادق (عليه السلام): (كسب الحرام، يبين في الذرية).. إن الإنسان الذي يأكل الحرام، تكون ذريته مشاكسة، أو غير طيبة!.. فهذا الطعام الحرام تحول إلى نطفة، فانعقدت نطفته من مال حرام، لذا هذا الشخص لا يبارك له في ذريته.. قد يقول قائل: ولكن ما ذنب الذرية إن كان الأب مرابياً؟.. فلعل من التوجيهات أن الله عز وجل يرفع فضله، يقول تعالى: ﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾.. فرب العالمين غير ملزم بالفضل، إنما ملزم بالعدل، ألا يقول في كتابه الكريم: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء﴾، وإذا رفع الفضل جاءت الشياطين.
ولائـيـات :
إن هنالك سورة في القرآن الكريم باسم النبي محمد (ص) في هذه السورة هناك آية فيها مدح وذكر للنبي (ص) وبشارة لمن اتبعه، تقول الآية الكريمة: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾.. المؤمن يسأل الله عز وجل أن يجعله من خيار المستنين بسنته، يقول تعالى: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾!.. فأولى الناس بالنبي (ص) هم الذين اتبعوه في كل شؤونه!.. لا ذريته، ولا الذين جاوروه: فالمجاورة المكانية لا تلازم المجاورة المكانتية، والمجاورة المنزلية لا تلازم المنزلتية!..
فوائد ومجربات:
إن خير دعاء يمكن أن يدعو به المريض، هو الدعاء الذي دعا به نبي الله أيوب (عليه السلام) حيث ﴿نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾. وقال النبي (ص): (ما قال عبدٌ عند امرئٍ مريضٍ: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك" سبع مرات؛ إلا عوفي).. فمن يدعو ربه بهذا الدعاء سبع مرات، مع الصلاة على النبي وآله قبل الدعاء وبعد الدعاء؛ يرجى أن يكتب له الشفاء عاجلاً، فرب العالمين أرحم الراحمين!.. إن كان الداعي هو المريض يقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيني، وإن كان في جمع من المرضى يقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفينا!.. فرب العالمين هو الشافي الكافي المعافي.
****
﴿ ما اتّخذ الله إبراهيم خليلاً؛ إلاّ لإطعامه الطعام، وصلاته باللّيل والناس نيام 

 



-- 
رَوى الشيخ المفيد بإسناده إلى علي بن ميمون، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: (يَا علي، بَلَغَني أن قوماً مِن شيعتِنا يمرُّ بأحدهم السَّنَة والسَّنَتَان لا يَزُورُ الحُسين).
قلت: جُعلت فداك، إني أعرف ناساً كثيراً بهذه الصِّفة.


فقال (عليه السلام): (أمَا والله لحظِّهم أخطئوا، وعن ثَواب الله زَاغوا، وعن جوار محمد (صلَّى الله عليه وآلِه) تَبَاعَدوا).

قلت: جُعِلت فداك، في كَم الزِّيارة؟

فقال (عليه السلام): (يَا عَلي، إنْ قُدِّرتَ أنْ تَزورَه كُلَّ شَهرٍ فافعَلْ) تهذيب الأحكام
صلى الله عليك يا أبا عبدالله ... هنيئا لزوارك سيدي ... اللهم أشركنا في عملهم





مع اقتراب الاجازة الصيفية يجهل الكثير من الناساحكام القصر والجمع في الصلاةونضع بيد يديك هذه الفتوى من فتاوى العلامة الشيخ عبد العزيز بن بازصاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله وهداه ووفقه لما يحبه ويرضاهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدنتقدم لدى سماحتكم نستفتي في مسألة سبق أن جئنا لسماحتكم وسألناكم عنها لكن حصل من بعض الناس معارضات وذكروا أنكم أفتيتم فيمثل هذه المسألة بغير ما أفتيتمونا سابقاً فلم نطمئن إلا بإعادة السؤال ذلك أننا بوادي نقطن في جهة القصيم تارة وننتقل مع الحياء كعادة البواديولنا نخيل في قرية في طريق الحجاز قرب وادي الفرع فننزل عليها وقت حصول الثمار حتى نجذ النخل والمدة تستغرق من شهر إلى شهر ونصفثم نذهب إلى مواشينا وأهلينا في البوادي ووقت إقامتنا للصيف والصرام لا نستصحب أهلنا معنا . وقد أفتانا سماحتكم شفوياً أنه لا مانع منالقصر ولا مانع من الفطر ، فعملنا بموجب الفتوى ثلاث سنوات لاسيما وأنكم لم تفتونا إلا بعد تكرار السؤال والتحقيق معنا في الموضوع عنحلنا وترحالنا ووصف إقامتنا وسفرنا . وقد لبس علينا بعض الناس وجاءونا بعكس ما أفتيتمونا سابقاً ، وحيث أن الأمر عظيم وهذا مركب عليهركن من أركان الإسلام فنرجو من سماحتكم الفتوى مرة أخرى وتحرير الجواب خلف هذا السؤال هذا والله يحفظكموعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:اطلعت على الخطاب الموضح في بطن هذه الورقة المقدم من الأخ م . ر . ح . بقلم الشيخ ع . ص . ع . حول حكم الفطر والقصر في حق الذينيسافرون من مسافات تعتبر سفراً إلى نخيلهم في قرية في أطراف الحجاز قرب وادي الفرع وأني أفتيتهم شفوياً منذ سنوات بأن لهم القصروالفطر مع كونهم يقيمون في نخيلهم ما بين شهر إلى شهر ونصف للمقياض وجذ الثمار وقد سمعوا من بعض الناس عكس ما أفتيتهم بهورغبوا في التثبت في ذلك.والجواب: قد كنت سابقاً أعتقد أن تحديد مدة الإقامة للمسافر في أثناء السفر ليس عليها دليل صريح من الكتاب ولا من السنة، وكنت أفتيعلى ضوء ذلك بجواز القصر والفطر للمسافر إذا أقام في أثناء السفر لبعض الحاجات ولو أجمع على إقامة أكثر من أربعة أيام، ولكنيلا أذكر أني أفتيتكم في هذه المسألة ولعلكم صادقون فيما قلتم، ولكني أود أن أخبركم أني أخيراً أرى من الأحوط للمسافر إذا أجمع الإقامة فيأي مكان أكثر من أربع أيام أن يتم ويصوم سداً لذريعة تساهل فيها الكثير من السفهاء بالقصر والفطر بدعوى أنهم مسافرون، وهم مقيمونإقامة طويلة، هذا هو الأحوط عندي سداً لهذه الذريعة، وخروجاً من خلاف أكثر أهل العلم القائلين بأن المسافر متى عزم على إقامة مدة تزيدعلى أربعة أيام فليس له القصر ولا الفطر في رمضان، والاحتياط في الدين مطلوب شرعاً عند اشتباه الأدلة، أو خفاءهالقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))[1]. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه))ـ. وأسأل الله أن يوفق الجميع للفقه في دينه والثبات عليه إنه سميع قريب.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




************************* **************************************************
**************************************************





وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :

كم هى الحياة مملة اذا لم تكن فيها محطات التجاء واستئناس مع واهب هذا الوجود!.. ..فهل فكرنا في أن نعقد علاقة صداقة مع الربالودود ، بدلا من علاقة الخوف والقهر والعذاب ؟!.

حــكــمــة هذا الــيــوم :
قال هشام : فأي الأعداء أوجبهم مجاهدة ؟.. قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : (أقربهم إليك ، وأعداهم لك ، وأضرهم بك ، وأعظمهم لك عداوة ، وأخفاهم لك شخصاً مع دنوه منك ، ومن يحرّض أعداءك عليك ، وهو إبليس الموكّل بوسواس القلوب ، فله فلتشدّ عداوتك ، ولا يكوننّ أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته ، فإنه أضعف منك ركناً في قوته ، وأقلّ منك ضرراً في كثرة شره إذا أنت اعتصمت بالله ، ومَن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
ورد في الرواية عن كيفية تحية هذا القائد العظيم (عليه السلام)، فعن الباقر عليه السلام أنه قال: (إنّ العلم بكتاب الله عزّ وجلّ وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وآله) لينبت في قلب مهدّينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته، فمن بقي منكم حتى يراه فليقل حين يراه: (السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة، ومعدن العلم وموضع الرسالة، السلام عليك يا بقية الله في أرضه) .
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (من أطعم مسلما حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا رب العالمين . ثم قال من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تلا قول الله عز و جل {أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ})
بستان العقائد :
إن من أسباب غلبة الهوى: جهل الإنسان بعاقبة اتباع الهوى، فإن الربط الدائم بين المقدمات والنتائج من مقتضى التفكير السليم، فأي عاقل يقدم على لذة فانية تعقبها حسرة دائمة سواء من جهة: الندامة النفسية، والفضيحة الاجتماعية، والعذاب الأخروي؟!..
ولائـيـات :
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (إذا كان اول يوم من شعبان نادى مناد من تحت العرش : يا وفد الحسين لا تخلو ليلة النصف من شعبان من زيارة الحسين عليه السلام ، فلو تعلمون ما فيها لطالت عليكم السنة حتى يجئ النصف)
فوائد ومجربات:
عن رسول الله (ص): (من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يكره الله.. فأما ما يحب؛ فالغيرة في الريبة.. وأما ما يكره؛ فالغيرة في غير ريبة).. الرواية جداً صريحة وجميلة، فروايات أهل البيت (عليهم السلام) تقسم الأمور تقسيماً جميلاً..
-( فأما ما يحب؛ فالغيرة في الريبة).. أي إذا كان هناك حركة غير طبيعية، مشكوك فيها، أو إذا كان هناك أمر مريب؛ هنا يجب على الإنسان أن يغار.. كأن يرى ابنته -مثلاً- تحدث شاباً!.. عندئذ يشك في الأمر، فيسألها عنه وعن صلتها به.
-(وأما ما يكره؛ فالغيرة في غير ريبة).. مثال ذلك: كأن يمشي الرجل مع زوجته في مكان عام، وإذا به يقول لها: لماذا تنظرين إلى الرجال؟.. من أين علم أن هذه الزوجة المؤمنة تنظر نظرة محرمة؟.. فالإنسان عندما ينظر في مكان مفتوح، يمكن أن يحدق في حرام، ويمكن أن ينظر بشكل عام.. فإذن، إذا الجو لم يكن فيه ريبة، لا معنى لهذه الغيرة!..
****
﴿ لو يعلم المصلّي ما يغشاه من جلال اللَّه، ما سرّه أن يرفع رأسه من‏ السجود

 



-- 
رَوى الشيخ المفيد بإسناده إلى علي بن ميمون، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: (يَا علي، بَلَغَني أن قوماً مِن شيعتِنا يمرُّ بأحدهم السَّنَة والسَّنَتَان لا يَزُورُ الحُسين).
قلت: جُعلت فداك، إني أعرف ناساً كثيراً بهذه الصِّفة.


فقال (عليه السلام): (أمَا والله لحظِّهم أخطئوا، وعن ثَواب الله زَاغوا، وعن جوار محمد (صلَّى الله عليه وآلِه) تَبَاعَدوا).


قلت: جُعِلت فداك، في كَم الزِّيارة؟


فقال (عليه السلام): (يَا عَلي، إنْ قُدِّرتَ أنْ تَزورَه كُلَّ شَهرٍ فافعَلْ) تهذيب الأحكام
صلى الله عليك يا أبا عبدالله ... هنيئا لزوارك سيدي ... اللهم أشركنا في عملهم








الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.. أما بعد:

فإنه مما لاشك فيه أن الدعاء المشروع هو الذي يتقبله الله جل وعلا بخلاف الدعاء الذي يحوي مخالفة شرعية في اللفظ أو الهيئة وهاهنا سنورد بعض الأدعية المأثورة كي يتبين للقارئ إذا وقف على هذه الأدعية الفروق الواضحة بينها وبن بعض الأدعية المبتدعة وليدرك بنفسه هذه الحقيقة، ، ولا يستبدل الخبيث بالطيب، ولا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيكون من الخاسرين، كما هو حال البعض، حيث تركوا الأدعية المأثورة واخترعوا لأنفسهم أوراداً شركية.


وإذا اتضح هذا، فإننا نختار نماذج قليلة، لأنها أمثلة لما هو معلوم ميسر لمن أراده في كتب السنة المشرفة، وفي كتب الأدعية الصحيحة-، ونبدأ أولاً بالأدعية الواردة في الكتاب العزيز:



أ- نماذج من الأدعية الواردة في الكتاب العزيز:

((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) * ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) * ((صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)) [الفاتحة: (5-7)].

((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) [البقرة:201].

((رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) [البقرة:286].

((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)) [آل عمران:8].

((رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) [آل عمران:16].

((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) [آل عمران:147].

((رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) *

((رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)) *

((رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ)) * ((رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)) [آل عمران:191-194)].

((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) [يوسف:101].

((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)) *

((رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)) [إبراهيم: (40-41)]،

((رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)) [الكهف:10].

((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [الأحقاف:15].

((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].

((رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) *

((رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [الممتحنة: (4-5)].

((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)) * ((مَلِكِ النَّاسِ)) * ((إِلَهِ النَّاسِ)) * ((مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ))* ((الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)) * ((مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)) [الناس: (1-6)].



ب- نماذج من الأدعية الواردة في السنة المطهرة:



{اللهمّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدِك ما استطعت، أعوذُ بك من شر ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت} [ البخاري رقم: (6306)].



{اللهمّ اغْفِرْ خَطِيْئَتِي وجَهْلِي، وإسرَافِي في أَمْرِي، وما أنت أَعْلَمُ بِهِ مِنّي. اللهم اغفر لي جِدّي وهَزْلِي، وخَطَئِي وعَمْدِي، وكلُّ ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أَخّرْتُ، وما أَسْرَرْتُ وما أَعْلَنْتُ وما أنت أعلمُ بهِ مِني، أنتَ المقدّمُ وأنت المؤخرُ، وأنتَ على كل شيء قدير} [البخاري ح رقم: (6398)، ومسلم ح رقم: (2719)].

{اللهم إني ظلمتُ نفسي كثيراً، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنتَ؛ فاغفر لي مغفرةً مِنْ عندِك وارْحَمْنِي، إنك أنت الغفور الرحيم} [تقدم].

{اللهم إني عَبْدُكَ وابنُ عَبْدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِني بيدِكَ، ماضٍ فِيّ حكمُكَ، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألكَ بكلّ اسم هُوَ لَكَ، سمَّيتَ به نَفسَك، أو عَلَّمْتَه أحداً مِنْ خَلْقِكَ، أو أَنْزَلْتَه في كتابك، أو اسْتَأْثَرْتَ به في علم الغيبِ عندَك: أن تجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قَلْبِي، ونورَ صَدْرِي، وجَلاَءَ حزني، وذهابَ هَمِّي} [انظر: السلسلة الصحيحة رقم (198)].

{اللهم إني أسألك بأني أشهدُ أنكَ أنت الله لا إله إلا أنت، الأحدُ الصمدُ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد} [تقدم]. {اللهم إني أعوذُ بِرضَاكَ من سَخَطِكَ، وبمُعَافَاتِكَ من عُقُوْبَتِكَ، وبكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنيتَ علىَ نفسِكَ} [مسلم رقم (486)].

{اللهمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أنتَ خَيرُ من زَكَّاهَا، أنتَ وَلِيُّهَا ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفعُ، ومن قلب لا يَخْشَعُ، ومن نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، ومن دعوةِ لا يُسْتَجَابُ لها} [مسلم رقم (2722)].

{اللهمّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، لا إله إلا أنتَ ربّ كل شيءٍ ومليكه، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان الرجيمِ وشركه، وأَن أَقْتَرِفَ على نفسي سُوْءاً أو أَجُرَّهُ على مسلم} [تقدم].

{اللهم إني أعوذُ بك من عذابِ جَهَنَّمَ، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بكَ مِنْ فِتْنَةِ المسيحِ الدجّال، وأعوذُ بِكَ من فتنةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ} [تقدم].

{اللهم أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوجّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِيْ إِلَيكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إليك، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجَا منك إلأَ إِلَيْكَ. اللهم اَمنتُ بكِتَابكَ الذي أَنْزَلْتَ، وَبنَبيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ} [دعاء النوم، تقدم].

{اللهم إني أَسْتَخِيْرُكَ بعلمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ من فَضْلِكَ العظيم؛ فَإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وأنتَ عَلاّمُ الغيوبِ. اللَّهُمّ إنْ كَنتَ تَعْلَمُ أن هذا الأمرَ (ويسمّي حاجته) خيرٌ لي في دِيْنِي وَمَعَاشي وعَاقِبَة أَمْرِي [أو: عَاجِلِ أمري وآجله، فَاقْدُرْهُ لي ويَسّرْهُ لي ثم بَارِكْ لي فيه. وإن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمرَ (ويسمّي حاجته) شرٌ لي في دِيْنِي ومَعَاشِيْ وعَاقِبَةِ أَمْرِي [أو: عَاجِلِ أَمْري وآجِلِه] فاصْرِفْه عَنّي واصرفني عنه، واقدُر لي الخيرَ حيث كان ثم رَضِّنِي به} [دعاء الاستخارة، البخاري رقم (1162)، (6382)].

{اللهمّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدى، والتُّقَى، والعَفَافَ، وَالْغِنَى} [مسلم رقم (2721)].



{اللهُم أَصْلِحِْ لِي دِيْنِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ التي فيها مَعَاشِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي التي فيها مَعَادِي، واجْعَلِ الحياةَ زِيَادَةَ لي في كل خيرِ، واجْعَلِ الموتَ راحةً لي مِنْ كُلّ شر} [مسلم رقم (2720)].

*************************


يمكن تصنيف الأدعية في الصلاة إلى :-

1- الدعاء بما جاء في القرآن والسنة.

2- الدعاء بالأدعية المأثورة عن الصحابة والسلف عموما.

الدعاء بما ليس في القرآن ولا في السنة ولا في الأثر، وهو نوعان:-

3- دعاء يشبه الدعاء المأثور.

4- دعاء لا يشبه الدعاء المأثور.

أما الدعاء بما جاء في القرآن والسنة فهو جائز إجماعا إلا ما حكاه ابن بطال عن النخعي وطاووس فإنهما قصرا الجواز على ما جاء في القرآن فقط، وقد غضب أحمد بن حنبل حينما سئل عن هذا المذهب، فقد قيل له : إن هؤلاء يقولون : لا يدعو في المكتوبة إلا بما في القرآن . فنفض يده كالمغضب , وقال : من يقف على هذا , وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قالوا " رواه الأثرم.



وقد نسب غير واحد هذا المذهب أيضا لأبي حنيفة (أعني عدم الجواز إلا بما جاء من دعاء في القرآن) ولكن هذا ليس مذهبه على الصحيح، وسنبين ذلك بعد.



ولست أدري ماذا يمكن أن يقوله من قصر الدعاء على القرآن في أدعية السنة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، التي ليست مقتبسة من القرآن فضلا عن أن يكون منصوصا عليها فيه. طالع هنا الأدعية المأثورة في الصلاة.



وأما الدعاء بالمأثور عن الصحابة والسلف فحكمه حكم النوع الأول، أي يجوز الدعاء به في قول عامة أهل العلم إلا من استثنينا ( أعني النخعي وطاوس).



وأما الدعاء بما يشبه المأثور، فالدعاء به محل خلاف بين العلماء، ولا بد من بيان المقصود بشبه الدعاء للمأثور قبل بيان مذاهب العلماء في حكمه.



يقصد الحنابلة بهذا المصطلح (الدعاء بما يتقرب به إلى الله عز وجل مما ليس بمأثور , ولا يقصد به ملاذ الدنيا ) فهو دعاء لنيل ما أعده الله لعباده الطائعين في الآخرة، ودعاء بصلاح الدين، وأما متع الدنيا من المال والدار والمتاع والزوجة والعمل والسفر و...فهذا لا يدخل فيه، بل يدخل في النوع الرابع. وقد تردد الحنابلة في حكم الدعاء بهذا النوع ، فظاهر كلام الخرقي وجماعة من الحنابلة أنه لا يجوز , ويحتمله كلام أحمد ; فإن الأثرم حكى عنه قال :" قلت لأبي عبد الله : إذا جلس في الرابعة يدعو بعد التشهد بما شاء ؟ قال : بما شاء لا أدري , ولكن يدعو بما يعرف وبما جاء ".




وحكى عنه ابن المنذر , أنه قال : لا بأس أن يدعو الرجل بجميع حوائجه ; من حوائج دنياه وآخرته . وقال ابن قدامة عن هذا القول الأخير : " وهذا هو الصحيح , إن شاء الله تعالى ; لظواهر الأحاديث , فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثم ليتخير من الدعاء " , وقوله : " ثم يدعو لنفسه بما بدا له " . وقوله : " ثم ليدع بعد بما شاء " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق